إجماع لبناني على إلغاء الطائفية

بعض اللبنانيين يعتبرون السبب الرئيسي للحرب هو التركيبة الطائفية للسلطة (الجزيرة نت)

تحلّ الذكرى السنوية لاندلاع آخر وأطول الحروب الأهلية التي شهدتها لبنان في 13 أبريل/نيسان 1975، ولا يزال اللبنانيون يعتبرونها مستمرة، وقابلة للتجدّد.

وتجمع مختلف الأطراف على أن السبب الرئيسي للحرب هو التركيبة الطائفية للسلطة، وتشابك الوضع الداخلي المنقسم طائفيا مع الظروف الإقليمية.

وتنشد مختلف القوى الخروج من مخاطر تجدد الحرب بإلغاء الطائفية من التركيبة السياسية والنظام الانتخابي، وإحلال سياسة تنموية عادلة بين المناطق والطوائف.

يقول الدكتور عبد الإله ميقاتي المشرف العام على جمعية العزم والسعادة التابعة لرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي "للأسف لا نزال نعاني من ذيول الحرب الأهلية بسبب الفرز الطائفي والمذهبي الذي تعيشه البلاد منذ نشأتها. هناك محاولات لإلغاء الطائفية السياسية التي ينص عليها الدستور اللبناني أي دستور اتفاق الطائف، ويجري العمل على تطبيق هذا القانون".

ويتابع ميقاتي في حديثه للجزيرة نت "نعمل على ألا يكون الخطاب السياسي طائفيا، خصوصا في المعركة الانتخابية المقبلة التي من المؤسف أنها اعتمدت قانون القضاء القائم على الفرز الطائفي والمناطقي".

"
شعبان: للتركيبة الطائفية اللبنانية إيجابيات وسلبيات، فمن إيجابياتها الشراكة بين مكونات المجتمع، والسلبي منها هو الذي يقوم على منطق الإلغاء
"
نوع من الارتياح
من جهته يقول الشيخ بلال شعبان -أمير حركة التوحيد الإسلامي، عضو جبهة العمل الإسلامي المعارضة التي يترأسها الداعية فتحي يكن، سنية معارضة- إن "موضوع الحرب الأهلية يتوقف على استجابة الواقع اللبناني لها".

ويتابع "نحن نعرف أن المشروع الأميركي الصهيوني يقوم بشكل أساسي على الصراعات الطائفية والمذهبية. هذا المشروع أصيب بانتكاسة حاليا ولذلك، نحن نشهد نوعا من الارتياح".

ويضيف شعبان أن "للتركيبة الطائفية اللبنانية إيجابيات وسلبيات، فمن إيجابياتها الشراكة بين مكونات المجتمع، والسلبي منها هو الذي يقوم على منطق الإلغاء".

ثمرة تناقضات
بدوره يرى عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني سعد الله مزرعاني أن "الحرب اللبنانية كانت ثمرة تناقضات وصراعات داخلية وإقليمية تداخلت فيما بينها وأدت إلى الانفجار الأهلي الذي استمر حوالي 15 سنة".

ويضيف "للأسف هذه الأسباب ما زالت قائمة، والانقسام الداخلي لا يزال مستمرا بسبب نظام التحاصص والطائفية السياسية الذي سمح بإنشاء دويلات داخل الدولة، ولم يسمح بإنشاء بلد موحد حصين يتساوى فيه اللبنانيون، ويحتكمون إلى مؤسساتهم الدستورية لفض نزاعاتهم".

"
معوض: أسباب الحرب في تقاطع الظروف الإقليمية المرتبطة بالمشروع الاسرائيلي الأميركي، مع هذا الوضع الداخلي فتجعله غير مستقر ومتفجر
"
اصطفافات طائفية
ويعتبر الدكتور كمال معوض نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي (موالاة) أن "النظام السياسي الطائفي حوّل لبنان ولا يزال إلى اصطفافات طائفية ومذهبية تضع المشاريع السياسية لبناء الدولة في المرتبة الثانية".

ويقول إن "أسباب الحرب في تقاطع الظروف الإقليمية المرتبطة بالمشروع الإسرائيلي الأميركي، مع هذا الوضع الداخلي فتجعله غير مستقر ومتفجرا".
وتابع "بالإضافة إلى أن النظام الاقتصادي الاجتماعي غير عادل أدى إلى شروخات بين المناطق، وبين الريف والمدينة".

ويرى معوض أنه "يجب معالجة هذه المشكلات الآن بالعودة إلى لغة تخاطب هادئة، حتى إعادة تكوين السلطة بعد الانتخابات النيابية، والانطلاق بورشة تكسر الطائفية باستكمال اتفاق الطائف، وبقانون انتخابي لبرلمان غير طائفي، ونظام اقتصادي أقل ضراوة على المناطق الفقيرة، وإلا نعيد تكوين ظروف تهيئ لتفجر حروب مقبلة".

إشارة القيد
وتستمر الحملة التي يقيمها اتحاد الشباب الديمقراطي في ذكرى الحرب الأهلية لشطب إشارة الطائفة عن القيد، لتشمل أكبر عدد من المناطق اللبنانية، كما يقيم اعتصامات تدعو لإلغاء الطائفية.

وقد لفت رئيس المجلس الوطني للاتحاد عربي العنداري إلى أن "هذه الخطوة تأتي لتأكيد مواطنتنا ونحن نرفض أن تقوم الدولة بالتعاطي معنا إلا على أننا مواطنين وليس رعايا طوائف".

وشملت الحملة بيروت وعاليه والشويفات وجبيل وصور وصغبين وحلب وطرابلس، وبعض بلدات البقاع وجرى شطب إشارة مئات المواطنين إلى طائفتهم عن سجلات النفوس.

المصدر:

الجزيرة