|
أسباب الحرب الأهلية اللبنانية يمكن أن تحدث في أية دولة متعددة الأعراق (الجزيرة نت)
|
سهر جمهور مهرجان زيورخ المسرحي مع تاريخ الحرب الأهلية في لبنان من خلال مسرحية "لكم تمنت نانسي أن يكون كل ذلك كذبة نيسان" من إخراج ربيع مروة، الذي شارك في تأليفها مع فادي توفيق. وقال مدير المهرجان ساندور لونين للجزيرة نت إن السبب في اختيار المسرحية للعرض يعود إلى "عالمية فكرتها، فالأسباب التي قادت إلى الحرب الأهلية في لبنان يمكن أن تحدث في أية دولة ذات تعددية عرقية ودينية، كالبلقان مثلا أو غيرها من المناطق التي تشهد توترات من حين إلى آخر". ويرى المهرجان أن تقديم هذا العمل يساهم في الكشف عن الآثار السلبية لتلك الحروب على المجتمعات التي تشب فيها وانعكاساتها الإقليمية والدولية، ويستند في رأيه على نجاحها في أكثر من دولة غير عربية. وتعتمد المسرحية على رواية أربعة أشخاص لرؤيتهم للحرب الأهلية -من المفترض أنهم يمثلون الطوائف الرئيسية في لبنان– وجميعهم يشاركون في الحرب عن اقتناع بأنهم يؤدون عملا بطوليا وهم دائما شهداء عندما يموتون برصاص الخصوم. ويتعرف المشاهد من خلال رواية كل منهم على التغيرات الإيديولوجية التي صاحبت كل تيار سياسي أثناء الحرب الأهلية، مثل ظهور تيار المقاومة اللبنانية والعوامل التي عززت حضور حزب الله، وتأثير المليشيات المسلحة على الاستقرار وأسباب ظهور تيارات التطرف الدينية.
تحديات متواصلة
|
ربيع مروة: لا تهدف المسرحية إلى نبش الماضي بل إلى الحث على التفكير في الأخطاء (الجزيرة نت)
| ويرى النقاد أن كل الشخصيات تمثل لبنان الذي لا يموت حتى يُبعث من جديد في إصرار على الحياة والمواجهة ويعتقد أن يتعلم من الأخطاء لكنه في الوقت نفسه إما أن يفشل في التكيف مع الواقع وإما أن يجد نفسه في مواجهة تحد جديد.ويروي المتحدثون الأربعة ذكرياتهم جلوسا بينما تتغير خلفية المسرح وراء كل منهم لتعكس تقديم الطائفة أو المجموعة التي ينتمي إليها إلى المجتمع من خلال إعلانات الرثاء والتأبين التي تصدر في أعقاب مصرع كل واحد منهم. ويقول ربيع مروة للجزيرة نت إن المسرحية "لا تهدف من الحديث عن تاريخ الحرب الأهلية في لبنان إلى نبش الماضي أو إذكاء الفتنة الطائفية، بل إلى الحث على التفكير في الأخطاء التي أدت إلى تلك الحرب، لعدم الوقوع فيها مستقبلا وتعزيز روح التحدي لمنع تكرارها مرة أخرى".
أي لبنان؟
" المسرحية كانت سفيرا محايدا نقل مشكلة الحرب الأهلية اللبنانية إلى العالم واستقطبت وسائل الإعلام حولها أينما حلت " | ويعتقد المسرحي الشاب أن لبنان "لم يتعلم من تجربة الحرب الأهلية المريرة، لأن هناك إشارات ودلالات توحي بأن مبررات الحرب كامنة ويمكن أن تنفجر في أية لحظة، فمن يتابع التصريحات والخطب يكتشف أن اللبنانيين لا يريدون حلا جذريا للأزمة".ويرى أن المشكلة هي "عدم الاتفاق على معنى لبنان وأي لبنان نريده لأن كل طائفة تريد لبنان كما تراه هي، وبالتالي لا توجد لغة حوار مشتركة، إذ لا بد أولا أن يقتنع اللبنانيون أنفسهم بأنهم جميعا متورطون فيما حدث". النقاد يؤكدون أن المسرحية "سفير محايد نقل مشكلة الحرب الأهلية اللبنانية إلى العالم واستقطبت وسائل الإعلام حولها أينما حلت". ويقول مروة "فوجئنا بعد عرض المسرحية في القاهرة بأن 90% من الجمهور حرصوا على المشاركة في الحوار الذي أعقب عرضها، مما يدل على شغفهم بالتعرف على ما خفي عنهم من مبررات تلك الحرب وانعكاساتها على الواقع اللبناني اليوم، وتم عرضها في اليابان قبل بيروت بسبب رفض الرقابة أولا، رغم أن 80% من إنتاج المسرح اللبناني ذات طابع سياسي".
|